حينما أفتح جريدة عربية، يصادفني أول ما يصادفني جرائم القتل، بدءا من القتل الجماعي إلى القتل الفردي... وكلها تدور تحت مسمى واحد هو القتل باسم الدين.
يقتلون الأبرياء ، النساء ، الشيوخ ، الأطفال.... لا لشيء إلا لأنه يخالفني الرأي، وهو كافر حلال الدم حسب الفتوى الأخيرة للعالم الفلاني .....
فما الذي جعل ديننا وكل من يتمسك به يندرج تحت مسمى ((إرهابي )) ؟؟؟
من بين تلك الصفحات …
وفقا لقانون العقوبات الإيراني إن الرجال المدانين بالزنا يدفنون في الأرض حتى وسطهم والنساء حتى صدورهن عند القيام بالرجم. و ينبغي ألا تكون الحجارة المستخدمة كبيرة لدرجة تقتل الشخص على الفور، للتمتع بتعذيب الضحية حتى آخر نفس من عمره، لاحظوا السادية في تنفيذ الحكم وطريقة التنفيذ.
تبدأ عملية الإعدام؟! بأن يتم غسل المحكوم عليه كما يغسل الميت، ويكفــن حيا بلفه بقماش أبيض، لينقل بعد ذلك إلى ساحة عامة يحتشد فيها مجموعة من الناس، حيث يدفن المحكوم في حفرة حتى خصره إن كان رجلاً، وإن كانت امرأة تدفن حتى كتفيها.
ويبدأ القاضي الذي أصدر الحكم برجم المحكوم بحجارة أعدت خصيصا لذلك، بحيث لا تكون كبيرة فتقتل بسرعة، ولا تكون صغيرة فلا تؤذي، بل متوسطة الحجم، وذلك كي تضمن أقسى درجة من التعذيب قبل الموت.
وهكذا تنهال الحجارة على المحكوم عليه من كل صوب، فتتهشم عظامه وتتناثر دمائه تحت الضربات إلى أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. وقد تستغرق هذه العملية نصف ساعة أو أكثـر، وفق قدرة المحكوم على التحمل، وفي النهاية وحتى يتم التأكد تماما من موت هذا المحكوم، يقوم أحدهم بضربه على رأسه بآله حاده لتسحقه سحقا ولتنهي بذلك حياته.
هي جرائم ترتكب باسم الدين وبكل وحشية عرفتها البشرية...
قال تعالى: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (النور: 2)
فلماذا لا تستتاب الزانية بعد جلدها وفق أحكام القرآن الكريم، لأنه لو أراد الله لها أن ترجم أو تقتل أو يمثل بجثتها لأخبرنا بنص قرآني صريح، وهل يعقل أن يأمر الله بالجلد كحد للزنا فى القرآن فيأتى النبى فيأمر بالرجم أي: العقوبه الأقصى؟ وكيف يخالف أمر الله؟ أذن أين رحمة النبى الذى قال الله فيه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107.)
ننتقل إلى صفحة أخرى من صفحات القتل باسم الدين.....
ففي الحاضر القريب من شهر ذي الحجة 1427هـ قد ضحى بالرئيس العراقي صدام حسين يوم عيد الأضحى بالعراق، وهو يحمل مصحفه ويتشهد شهادة الإسلام، والذين قتلوه كانوا في ذكر وتعبد من تهليل وتكبير وصلاة على رسوله وآله!! . فأي فتوى دينية جلبت أمريكا إلى العراق....
وفي ذات اليوم ولكن في عام(119هـ)أي ما يقرب من(1250 سنة)قد ضحى خالد القسري خطيب صلاة العيد، وأحد حكام العراق بصاحب رأي اسمه الجعد ابن درهم يوم العيد ، في مصلى العيد عند المنبر، أمام عدد غفير من المصلين بالبسمة والتكبير والتهليل، والثناء العطر على القاتل واللعنة على المقتول!!
إن خالد بن عبدالله القسري خطب الناس في عيد أضحى فقال: أيها الناس ضحوا يقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد بن درهم علوا كبيرا ثم نزل فذبحه في أصل المنبر!! وجاء في بعض الروايات زيادة إيضاح تصور عملية القتل،حيث أن خالد القسري قد أوثق الجعد كتافا؛قبل أن يصعد المنبر ويخطب في الناس خطبته تلك؛ ثم ربطه في أصل المنبر، وأنه لما ذبحه كان مقيدا؛ ثم تركه ملقيا تحت المنبر!!
نعود إلى واقعنا اليوم، فنجد صفحة أخرى من أبشع صفحات القتل باسم الدين ….
وأنا اكتب هذه الكلمات … يصم آذاني صوت القنابل تدك الجبال من حولي. ماذا يحدث؟ فأطالع في جريدة الشروق اليومي خبرا مفاده أن قوات الجيش تحاصر فلول القاعدة في المنطقة…
إن هؤلاء الذين يسمون إرهابا هم خارجون عن الدولة، ويقاتلون من أجل استرجاع أمل الدولة الإسلامية، فهل هذا هو الإسلام الذي جاء به محمد صلوات الله عليه وسلامه؟
ثم ما منبع كل تلك الفتاوى التي تكفر كل من يخالفهم الرأي؟ فتصوروا أن "القتل" باسم الله تعالى عبادة ، وأن قتل الآخرين أقرب طريق الى الله تعالى، وبرروا ذلك، أو عبدوا الله ، من خلال "فتاوى" التكفير التي أصابت أمتنا في أعز من تمتلكه من قيم السماحة والعدالة بل وفي صميم جوهرها الذي يمثل محبة الناس والخوف عليهم من سوء المصير ودعوتهم بالحسنى إلى طريق الله المستقيم. فهدايتهم متعلقة بالله الذي خلقهم، وكذلك حسابهم ...
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ"
وما ذبح الإسلامَ إلا سيوفُنــــا *** وقد جُعلت في نفسـها تتقارع
وما صدعةُ الإسلامِ من سيف خصمِه *** بأعظمَ مما بين أهليـه واقــع
وما ترك المختارُ ألفَ ديانـــــةٍ *** ولا جاء في القرآن هذا التنازع
فيا ليت أهل الدِّيــــن لم يتفرقوا *** وليت نظامَ الدِّين للكلِّ جامع !!
...سلام...