بسم الله الرمان الرحيم:
السلام عليكم:
اليوم أسدل الستار على المعرض الدولي الخامس عشر للكتاب:
واليوم أيضا اكتشف كل من زار هذا المعرض مدى الرداءة التي وصلنا إليها، وأنا لا أتحدث عن مشكل الرطوبة، ولا مشكل الازدحام داخل الممرات، ولا .... هي كلها مشاكل قد ألفناها من زمان.
ولكن لاحظت أشياء غريبة حقا، لقد صار معرض الكتاب تجارة، وليس علما. دهشت وأنا أتجول بين أروقة الخيمة لكثرة كتب الأطفال ومجلات الطبخ والمأكولات والجمال – جمال الجسد طبعا -. وهي كلها كتب تجارية بالدرجة الأولى، هدف أصحابها هو البحث عن الربح السريع وبأي طريقة، خاصة حين احترفت هذا النوع من الكتب دور نشر معروفة بكتبها المرموقة النادرة.
قد يقول قائل: جميل أن نجد هذا التنوع. ولكنني أقول ليس على حساب أمهات الكتب.
لقد قلبت المعرض طولا وعرضا وأنا أبحث عن ديوان أمير الشعراء أحمد شوقي، ولكن من دون جدوى، اللهم إلا بعض القصص الشعرية على ألسنة الحيوان. وحتى ديوان أبي الطيب المتنبي غير موجود كذلك.... عموما الكتب الأدبية بعلامة الصفر من عشرين.
أما الكتب الدينية، فقد اكتسحت المدرسة السلفية المعرض من باب المدخل إلى مخرجه، اللهم إلا بعض كتب صوفية الجزائر، أما الفرق الأخرى فهي شبه منعدمة.
اما الكتب الأجنبية فانا لست من أتباعها ولا يمكنني أن أحكم عليها.
خرجت من المعرض والأسى يعصر قلبي على ما وصلنا إليه من انحطاط فكري، فقد شاهدت اليوم أسوأ معرض دولي للكتاب. ما المشكلة؟
كلمة حق أقولها، لقد أدى غياب جمهورية مصر العربية إلى تدهور ليس له مثيل. فأين الحل؟
بعدما فشل المعرض في ملعب 05 جويلية أرى ان ننقله إلى مكان أخر ولا أرى مكانا أفضل من "تشاكر" بالبليدة.
...سلام...